حفل اشهار وتوقيع كتاب "ذكريات من باب السلسلة" لعاصم الخالدي

نظم ملتقى فلسطين الثقافي ودار الشروق للنشر والتوزيع حفل اشهار وتوقيع كتاب "ذكريات من باب السلسلة"مساء الاثنين 19/8/2013 في مقر الملتقى،دار الشروق رام الله

وعن الاحتفال نشرت الحياة الجديدة:

رام الله – الحياة الثقافية - لا تموت الشعوب اذا ما ظلت ذاكرتها حية، بل انها لاتتيه في طريقها الى المستقبل وقد ضمنت بالذاكرة الحية تفعيل التاريخ ليمشي بحتميته الى صواب احكامه بانتصار هذه الشعوب وازدهارها بحياة العدل والحرية ، والذاكرة الحية ليست فقط ذاكرة ابداعية بل هي ذاكرة مقاومة وذاكرة تطلع، وهكذا يقدمها الفلسطينيون في كتب السير الشخصية كمثل كتاب " ذكريات من باب السلسلة " للاستاذ عاصم الخالدي الذي شهد حفل اشهاره والتوقيع عليه، جمهورا لافتا في الامسية التي دعى اليها ملتقى فلسطين الثقافي في مقر دار الشروق للنشر والتوزيع برام الله مساء الاثنين الماضي .
ادار حفل الاشهار والتوقيع، عضو مجلس ادارة الملتقى الشاعر محمود ابوالهيجاء، فيما قدم الاعلامي والشاعر ايهاب بسيسو قراءة انطباعية اولى عن الكتاب اوضح خلالها جدوى السير الشخصية في كتباتها الابداعية في التاكيد على الذاكرة الحية وسلامتها وفي حمايتها للمسار التاريخي وروايته، لجماعتها في اطارها الاجتماعي الاشمل وكان الناشر فتحي البس قد المح الى ذلك في كلمة قصيرة في مطلع الحفل، اكد فيها حرص دار الشروق على نشر هذا النوع من العمل الادبي لضمان تدفق انثيال الذاكرة الشخصية في تجلياتها الابداعية كي تشكل الصفحات الاكثر حميمية وواقعية في الرواية الفلسطينية التاريخية .
من جهته استرسل الكاتب "عصام الخالدي " في الحديث عن منبع ذكرياته والوثائق " البيتية " ان صح التعبيرالتي دفعته الى رؤية " باب السلسلة " بابا يدلف منه الى تاريخ بيته وعائلته ومدينته المقدسة، ولأنه الباب الذي وصف بانه الطريق الاعظم الى القدس لكونه اكثر الطرق الى الحرم الشريف سلوكا . ومع " باب السلسلة " كانت هناك اسئلة نجله " محمد " التي ظلت تدور طوال سنوات دراسته عن القدس وتاريخ العائلة الذي تكون بالقرب من هذا " الطريق الاعظم " بل وعند نواصيه وسبيله الصاعد نحو الحرم الشريف .... وذكريات من باب السلسلة حكاية تحديات مقدسية بطبع الامل وطعمه، وهذا ما خرجت به امسية ملتقى فلسطين الثقافي بحضورها اللافت الذي اثنى على عمل المؤلف وكتابه، بمداخلات تفتحت فيها اسئلة الثقافة وجدواها.

وكتب حافظ البرغوثي ايضا في الحياة الجديدة بتاريخ 8/9/2013

 

جاء في الاخبار ان قوات الاحتلال اقتحمت الحرم القدسي من باب المغاربة وطريق باب السلسلة يوم أمس، وجاء الاقتحام في ذروة حملة اسرائيلية على الحرم القدسي هدفها المعلن وليس السري بلسان قادة حزب البيت اليهودي هو السيطرة على الحرم وجعله مفتوحا أمام اليهود. ولعل مثل هذه الاقتحامات والاعتداءات باتت يومية ولم تعد تثير أحداً من المحيط العربي والاسلامي والفلسطيني ايضاً، في خضم مرحلة الانحطاط والفتن والمذابح المنتشرة عربيا واسلاميا، حتى بات الفتى العربي فيها غريب الوجه واليد واللسان على رأي الشاعر المتنبي. وكنا قبل أسابيع استمعنا الى عرض لكتاب ذكريات من باب السلسلة للاستاذ عاصم الخالدي الذي اجتهد في سرد وقائع مقدسية على هامش سرد تاريخ عائلة الخالدي في المدينة ولفت نظري ان جده عبد الغني تشبع بالفكر القومي اثناء دراسته في بيروت في مواجهة الحكم التركي وسمى نفسه أبا عربي وعندما رزق بطفل سماه عربي وكان الوحيد الذي يحمل هذا الاسم في المدينة المقدسة وكل ما ينشر عن القدس من كتب ودراسات خاصة السيرة الذاتية يكون موضع اهتمام حتى لو كان عن تاريخ عائلي لان الخاص في القدس هو عام. فنحن نقرأ عن القدس بعواطفنا لقلة الكتب التي نشرت عن المدينة. ولعلي لاحظت ان الاستاذ عاصم وهو حفيد عبد الغني ابن محيي الدين الخالدي بكى ثلاث مرات في دار الشروق وهو يتحدث عن ذكرياته في باب السلسلة، لان الذكريات مثيرة للمشاعر وكان بكاؤه الاول على استشهاد عمر أمين الانصاري احد شبان القدس الذي توجه مع ثلاثة شبان آخرين للمشاركة في مظاهرة ضد الانكليز والحركة الصهيونية في يافا وأصيب برصاص الانكليز وعاد شهيدا الى القدس عام 1933. فالحديث عن تلك الحقبة وما فيها وبعدها في القدس ذو شجون ولم يحاول الاستاذ عاصم في كتابه ان يكون مؤرخا بل ساردا لتاريخ عائلته في المدينة المقدسة واعطى من الوثائق العائلية والمصادر الاخرى خاصة وثائق المحكمة الشرعية نبذة عن تاريخ المدينة وطريقة الحياة في مراحل مختلفة في نهاية العصر التركي ثم الاحتلال البريطاني وصولاً الى اقامة الكيان الاسرائيلي. وكان سبق للشيخ اسعد الامام الحسيني والد زميلنا الصحفي عبد الرحمن المقيم في عمان ان اطلعني اثناء ترددي على المسجد الاقصى في مرحلة الانتفاضة الاولى على سجلات المحكمة الشرعية في القدس بعضها بالتركي وبعضها بالعربي وكان منكباً في حجرته على ترجمتها وقال «هذا تاريخ القدس فأين من يقوم بترجمته من هذه السجلات» وقد استفاد الاستاذ عاصم من هذه السجلات ورحل الشيخ الامام دون ان يتولى أحد مهمة الغوص في تاريخ المدينة وفقا للسجلات الزاخرة بالاحداث وتفاصيل الحياة اليومية في القدس وفلسطين ككل. فاذا علمنا ان الاسرائيليين يصدرون سنويا اكثر من 150 كتابا مختلفا عن القدس فإننا لا نجد إلا بضعة كتب عن المدينة المقدسة بالعربية، فالاهمال للقدس بائن وواضح وفاضح، والشكر للاستاذ عاصم الذي أعاد بذكرياته تذكيرنا بالقدس.